8) الفايكينغ
في الوقت الذي تمّ فيه اكتشاف أمريكا كان الهنود الحمر غرب نهر ميسوري
يعيشون بأعلى مرحلة من مراحل البدائية والهمجية، أمّا شرق النهر فكان الهنود
يعيشون أدنى مرحلة من مراحل البربرية. لنلقِ نظرة على ميثولوجيا الشعوب
الإسكندنافية في عصر الفايكينغ. عاش الفايكينغ خلال القرون التاسع والعاشر والحادي
عشر للميلاد. كانوا أقرب إلى الحضارة. لذلك فقد كانوا في المرحلة العليا [الأرقى]
من مراحل البربرية.
ما يصحّ عن الهنود الحمر يصحّ أيضاً على الفايكينغ، وجميع الشعوب الأخرى
فيما يخصّ هذه المسألة. فأفكارهم ومعتقداتهم مصاغة على أساس الأشياء المادية التي
تحيط بهم ضمن بيئتهم التي يعيشون ضمنها، كما أنّ نمط العيش الذي يفرض نفسهم عليهم
_السعي وراء الرزق وتأمين العيش_ له بالغ التأثير على عقولهم. لم يكن الفايكينغ
مجتمع صيّادين، على الأقل لم يكن ذلك أسلوبهم الرئيسي في العيش. بل كانوا شعباً من
البحّارة، يجوبون البحار، مقاتلين عظماء، محاربين أشدّاء عبر البحار. كانوا
يسافرون بالبحر كثيراً. أبحروا بسفنهم على طول سواحل أوروبا، وحول الجزر
البريطانية، وتغلغلوا عميقاً في البحر المتوسط. ومن المؤكّد أنهم وصلوا سواحل
أمريكا. إذا لم يكن "ليف إريكسون" هو من اجتاز المحيط الأطلنطي، فلا بدّ
أنه كان أحد من أبناء جلدته. كان الفايكينغ يكسبون عيشهم بالغزو. عندما كانوا
يرسون بمراكبهم في أي مكان كانوا يغيرون عليه ويأخذون كل ما يمكن أخذه. أغلب
أوقاتهم كانوا يقضونها في المحيط، والقليل على اليابسة. ومن هذا النمط في العيش،
وهذه البيئة المادية المحيطة بهم، بإمكاننا أن نستنتج نمط المعتقدات التي كانوا
يعتنقونها والأفكار التي كانوا يؤمنون بها، إذ يمكننا معرفة الكثير حول مفاهيمهم
ومعتقداتهم الروحية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق